يساهم البشر في تغيّر المناخ إذ يقودون سيّاراتهم ويقومون بتدفئة وتبريد منازلهم ويطهون أطعمتهم. تستهلك هذه الأنشطة بطبيعة الحال الطّاقة. تُعتبر عمليّة احتراق الوقود الأحفوريّ، كالفحم الحجريّ والنّفط والغاز، من أهمّ وسائل إنتاج الطّاقة اليوم. تؤدّي عمليّة الاحتراق هذه إلى انبعاثات كبيرة لما يعرف بغازات الاحتباس الحراريّ التي تتسبّب في ارتفاع حرارة الهواء، ممّا يؤدّي في نهاية المطاف إلى تغيّر في مناخ الأرض.
إنّ اعتمادنا على الوقود الأحفوري في إنتاج الطّاقة أطلق مارد الاحتباس الحراري من قمقمه. في واقع الأمر فإنّنا إن فشلنا في الحدّ من ارتفاع الحرارة بما يقلّ عن درجة ونصف الدرجة، سنشهد حتمًا ارتفاعًا حادًّا لا عودة عنه في درجات الحرارة وتحوّلًا أكيدًا إلى ظروف مناخيّة قاسية ، تُنتج تباعًا ظواهر تهدّد الحياة نفسها على الكوكب.
للحفاظ على متوسّط ارتفاع الحرارة ما دون مستوى الدّرجة ونصف الدّرجة، يجب علينا أن نحدّ بقوّة من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري ونوسّع من الاعتماد على الحلول البيئيّة الطّبيعيّة كالتّشجير وإعادة تخصيب الأراضي واسترجاعها بغية الحدّ سريعًا من آثار الانبعاثات الهائلة لثاني أوكسيد الكربون.
ما هو الإنتاج المستدام بيئيًّا؟
يستهلك الإنتاج السينمائيّ والتلفزيونيّ الكثير من الطّاقة والموارد، تاركًا بصمةً كربونيّة كبيرة. يمكننا تفادي هذه الانبعاثات إن أدركنا كيفيّة الحدّ من الأثر البيئي السّلبي للصناعة. بذلك يمكننا أن نساهم في النّضال من أجل إنقاذ مناخ الكوكب.
يهدف الإنتاج المستدام إلى خفضٍ تدريجيّ في انبعاثات الكربون وفي إنتاج النّفايات. يكمن الهدف الأساسيّ في مشاركة قيم الإنتاج المستدام مع كامل فريق العمل، من ممثّلين وفريق تقنيّ ومورّدين وإداريّين ومموّلين وصولًا إلى جمهور المشاهدين.
يؤدّي الإنتاج المستدام إلى صناعة مسؤولة بيئيًّا وجمهور مطّلع ؛ ناهيك عن أنّ اتّباع ممارسات بيئيّة سليمة في عمليّة الإنتاج يمكن أن يخفّف العبء عن ميزانيّة العمل الفنّيّ كما يمكن أن يساعد في التّقدّم لنيل التّمويل والجوائز من مؤسّسات عالميّة تعتمد في سياساتها مقاربات بيئيّة.
كبديل عن إلقاء اللوم على الفرد والمستهلك، نقدّم لكم هذا الدّليل، لندعوكم من خلاله للانضمام إلى مسيرة النّضال البيئيّ، إذ نؤمن بشدّة أنّ في المعرفة والتّضامن قوّة. في هذا الدّليل نظام متدرّج الخطوات، يقدّم حلولاً بيئيّة يمكن لكم تبنّيها واتّباعها في إنتاجاتكم القادمة.