يقدّم هذا الدليل معلومات عن الصناديق الدولية لتمويل الأفلام وفعاليات وأنشطة قطاع السينما، التي يمكن للمنتجين العرب تقديم مشاريع أفلامهم لديها. لم يتم إدراج الصناديق والأسواق في أوروبا أو الولايات المتحدة الأميريكية التي يمكن للمقيمين العرب فيها تقديم مشاريع أفلامهم لها والتي لم تُصمّم لعمليات الإنتاج المشتركة مع الدول العربية. كما لم يتم إدراج الصناديق العربية المحلّية أو منصات القطاعات الوطنية التي لا تستقبل طلبات من غير المواطنين.

إضافة إلى صناديق الدعم التقليدية، أسّست بعض المهرجانات أسواقًا ومنصات خاصة بقطاع السينما توفّر فرص التشبيك وتقدّم منح مالية متعددة. أدرجت المنصات التي تركز على البعد الإقليمي، أي على كل أو جزء من الدول العربية الـ22، في قسم "الصناعة" من هذا الدليل. 

لا يشمل هذا الدليل إلا الصناديق والأسواق المتاح الوصول إليها من خلال دعوات مفتوحة. ولا يشمل الدليل العدد المتزايد لموارد التمويل والتشبيك المتاحة فقط على أساس دعوات خاصة، إلا أنه قد يتم ذكرها في النصوص المعرّفة بالفصول ذات الصلة، في حال كان ذكرها ضروريًا لفهم قطاع السينما أو في حال تتيح لكم منحة معيّنة إمكانية الوصول إليها.

لِصناديق الدعم آليات اختيار تنافسي، إذ لا تقبل معظم هذه الصناديق أكثر من 3 إلى 4 في المئة من طلبات التمويل المقدّمة. وفي بعض الحالات النادرة، تحظى نسبة 10 في المئة من الطلبات بفرصة النجاح. لا يعني ارتفاع أعداد المشاريع ارتفاعًا في قيمة وسائل إنتاجها. وعادةً ما يتمّ رفض الطلبات غير المكتملة أو التي لا تلبّي الشروط الرسمية المطلوبة. كما يتمّ رفض الطلبات في حال كان لديكم علاقة شخصية مع أحد موظفي صندوق الدعم. وغالبًا ما تُقدّم المشاريع في وقت مبكر جدًا، لذا حتى لو كانت فكرتكم رائعة، قد لا تكون مطوّرة بما فيه الكفاية بعد لِفهمها كتابةً. في هذه الحالة، يُفضّل الانتظار حتى دورة تقديم الطلبات التالية إذ إعادة التقديم ممكنة فقط في حالات نادرة واستثنائية جدًا. 

يشير صندوق معهد صندانس لتمويل الأفلام الوثائقية (Sundance Documentary Fund) على موقعه الإلكتروني أنه قادر على دعم من 40 إلى 60 فيلم وثائقي كل سنة من بين 2000 فيلم مقدّم تقريبًا. ضعوا أنفسكم في مكان الذين يتوجب عليهم قراءة ولو جزء من هذه الطلبات ومشاهدة الأعمال السابقة للمخرجين، إضافة إلى نسخ الأفلام المبدئية في مرحلة ما بعد الإنتاج. لذا كونوا واضحين وجاهزين، وادخلوا مباشرة في صلب الموضوع وأظهروا أنكم متمكّنون مما تفعلون وقادرون على تنفيذ المشروع المقدّم.
 

قيود هذا الدليل

يحوي هذا الدليل صناديق وأسواق ذات أبواب مفتوحة. إلّا أنه أصبح من المستحيل اليوم تمويل إنتاج فيلم عبر الصناديق وحدها.
تشير المنصّات والمختبرات المدرجة هنا والجوائز غير المالية التي تمنحها (مثل الترجمة، وتصميم الصوت والميكساج في استوديوهات معيّنة) إلى أن إنتاج الفيلم يشبه بالفعل الأحجية.
يتزايد تمويل الأفلام من قبل مؤسّسات سياسيّة واجتماعيّة أو مؤسّسات أخرى مهتمّة بتمويل مشاريع تدعم أفكارها، وهو حال الأفلام الوثائقية والأفلام القصيرة. "أفلام التأثير" هو المصطلح الأكثر شيوعًا لمثل هذه الأفلام.

فيما يتعلّق بالأفلام الروائية الطويلة، قدّم مستثمرو القطاع الخاص خلال السنوات العشر الماضية، دعمهم بشكل متكرّر وعلنيّ أكثر. يزور بعضهم مهرجانات الأفلام للبحث عن مشاريع.
لتكوين فكرة أوضح عن هذه الطرق الإضافية لجمع الأموال، اقرؤا لائحة مقدّمة ونهاية الأفلام بتمعّن وابحثوا على غوغل عن أسماء الأفراد الذين قد يظهرون كمنتجين مشاركين أو مساعدين. كما يمكنكم قراءة مقابلات مع المنتجين والمستثمرين في المجلات التي تعنى بشؤون القطاع السينمائي.